سجالات تونسية عن برنامج تيار المحبة وترويج يوسف الشاهد لفكرة تغيير أحكام الميراث

 

 

الفقرة الأولى:

 

عندما نددت بالهجمة الإعلامية على المدارس القرآنية كتب أحد المعلقين: “أول مرة يصدق القول و الله قال ماعجز عليه كثير من الاوباش“.
فأجبته بهذا التعليق: أول مرة؟ ولما طالبت بحقوق الفقراء وتظاهرت مع انصار تيار المحبة من أجل التشغيل أو منحة البحث عن عمل؟ ولما تضامنت مع المحرومين والمحرومات من التغطية الصحية؟ ولما طالبت باعتماد الإسلام مصدر التشريع أيام المجلس التأسيسي؟ ولما جبت البلاد من شمالها لجنوبها، كل عام منذ الانتخابات السابقة، ألفت نظر الحكام والإعلام والراي العام لمشاغل الناس الحقيقية في ضوء تفاقم الفقر وارتفاع تكاليف المعيشة؟ ولما تظاهرت ضد إعادة نصب تماثيل بورقيبة، وضد زيارة السيسي، وضد قمع المسلمين في بورما، وضد نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، وضد تقرير لجنة بشرى سيء الذكر.. وطالبت بتأميم الثروات الوطنية، وضمان رعاية خاصة لجرحى الجيش والأمن ولعائلات شهداء الجيش والامن… كل هذا لم تسمع به؟؟؟ اتق الله ولا تظلمني ولا تظلم مناضلي ومناضلات حزب تيار المحبة. وتذكر قول الله تعالى: “ولا تبخسوا الناس أشياءهم”، وقوله عز وجل: “اعدلوا هو أقرب للتقوى“.

 

 

الفقرة الثانية

 

 

أهم ما كشفته القضية التي رفعها تيار المحبة ضد التلفزة الوطنية بسبب بثها لومضة ترويجية لمشروع قانون الباجي وبشرى للميراث، المعادي لشرع الله، أن من يقف وراء الفكرة رئاسة الحكومة. هذا ما أعلنه محامي التلفزة الوطنية وتم تسجيله في محضر الجلسة يوم الثلاثاء 12 فيفري 2019. وانطلاقا من اتضاح الصورة، يمكن أن نسجل بعض الملاحظات الأساسية:

 

1 ـ هذا الإعتراف من محامي التلفزة الوطنية يؤكد أن مصادقة مجلس الوزراء على مشروع قانون الباجي وبشرى لم يكن مجرد مجاملة لرئيس الدولة، وإنما هو نتيجة قناعة فكرية وسياسية عند رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد. إذن رئيس الدولة ورئيس الحكومة متفقان على وجوب تعطيل العمل بالقرآن الكريم في أحكام الميراث. وهذه نكبة حقيقية لتونس. هذه رزية حضارية وثقافية وسياسية.

 

2 ـ علينا أن نسأل أنفسنا الآن: هل تشاور يوسف الشاهد قبل رعاية هذه الحملة الترويجية لمشروع قانون الباجي وبشرى، مع أي قيادي في حركة النهضة، مع أي وزير فيها، باعتبارها الداعم الأساسي للحكومة في البرلمان؟ إذا كان تشاور معها ووافقت فهذا سيء جدا. وإذا كان تجاهلها فهذا أيضا أمر سيء جدا. أليس كذلك؟ لأنه يدل على أنه لا يحترم حليفه حتى في أمور قطعية وثابتة في كتاب الله.

 

3 ـ ثم يجب أن نسأل أنفسنا: هل كان يوسف الشاهد يتوقع اعتراضا من إدارة التلفزة الوطنية؟ طبعا لا. من أي جمعية من جمعيات المجتمع المدني؟ طبعا لا؟ من أي كتلة نيابية مؤثرة في مجلس نواب الشعب؟ طبعا لا. للأسف الشديد. أعداء الهوية الإسلامية للبلاد التونسية يقذفون الكرة في مرمى مفتوح . أمر محزن جدا.

 

4 ـ المسألة الخامسة: بقي السؤال الأخير: لو كان يوسف الشاهد يخشى عقابا من الناخبين التونسيين… من أغلبية الشعب التونسي في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة… هل كان ليرعى حملة الترويج لتغيير أحكام الميراث خلافا لأحكام القرآن الكريم؟؟؟؟ الجواب محزن… وأليم… لكني أتركه لكم.

معلومات عنّا Dr. Hechmi Hamdi

Mohamed Elhachmi Hamdi (Ph.D), SOAS graduate (University of London), Leader of Tayyar Al Mahabba Party in Tunisia and fourth placed presidential candidate in the 2014 elections; author of “the Politicisation of Islam” (Colorado: Westview Press, 1988); “The Making of an Islamic Political Leader” (Colorado: Westview Press, 1988); “Muhammad for the Global Village” (Riyadh: Maktaba Dar-us-Salam, 2008). Email: info@alhachimi.org

0 comments on “سجالات تونسية عن برنامج تيار المحبة وترويج يوسف الشاهد لفكرة تغيير أحكام الميراث

أضف تعليق