تدوينات فيسبوكية مُجمَّعة للتوثيق: عن القول والعمل، والتلفزة الوطنية، والقرار الحاسم للشعب

بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي

(1)

رفع تيار المحبة قضية عدلية مستعجلة ضد التلفزة الوطنية لبثها ومضات اشهارية تروج لمشروع الباجي والحكومة وبشرى بلحاج حميدة لتغيير أحكام الميراث بخلاف أحكام القرآن الكريم. هو الحزب الوحيد الممثل في البرلمان الذي يخوض معركة مفتوحة منذ 2017 ضد هذا القانون وتظاهر ضده ست مرات في العاصمة والولايات.

تيار المحبة هو أيضا من نظم مظاهرة 31 أكتوبر 2015 من أجل التشغيل أو منحة البحث عن عمل. وهو الذي قدم داخل البرلمان مشاريع خمسة قوانين شهيرة: زيادة الضرائب على الأغنياء، منحة البحث عن العمل للعاطلين عن العمل، التغطية الصحية للفقراء المحرومين منها، الرعاية المادية لجرحى الواجب من قوات الأمن والجيش، والرعاية المادية لعائلات شهداء الجيش والامن. وتعرفون طبعا أنه تم اسقاط جميع هذه المقترحات بالتصويت من طرف نواب النداء والنهضة والأحزاب المتحالفة معهم.

تيار المحبة هو ايضا الحزب الوحيد الممثل في البرلمان الذي يتبنى تأميم الثروات الوطنية كبند أساسي في برنامجه الإقتصادي. ومثلما كان الوحيد الذي طالب باعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع في دستور 2014 فإنه الوحيد الذي يدعو رسميا لتنقيح الدستور لمنع سن أي قانون يعارض أحكام الإسلام مثل قانون الباجي وبشرى.

هذا القول، وهذا العمل. الآن، القرار للشعب. والعمل عمل الشعب. إذا كان الشعب راضيا عن أداء حكومة يوسف الشاهد والأحزاب الداعمة له، النداء والنهضة والكتلة الجديدة التابعة ليوسف الشاهد، فلينتخبهم مجددا كما تروج لذلك شركات استطلاع الرأي ووسائل الإعلام. وإذا كان الشعب يريد لتونس أن تحكم بالعدل والتأميم والعدالة الجبائية والإجتماعية ومن دون الخروج على الأحكام الإسلامية، فإن الخيار المنطقي في الإنتخابات المقبلة يصبح واضحا جدا، ألا وهو تيار المحبة.

(2)

لا عذر لأحد. الأمور واضحة كالشمس. بعد انتخابات 2011 حكمت حركة النهضة مع المرزوقي وبن جعفر. وبعد 2014 حكم حزب نداء تونس مع النهضة، ثم حكمت النهضة مع يوسف الشاهد. من كان منكم راضيا عن حصيلة هذه الفترة فليجدد ثقته بالنهضة والنداء ويوسف الشاهد، ومن كان يرى أن الثورة سُرقت والبلاد نُكبت بحكم هؤلاء جميعا، وتفاقم فيها الفقر والبطالة والفساد وانهارت فيها الأخلاق واضطرب فيها الأمن وازداد فيها نفوذ السفراء الأجانب والحكومات الأجنبية واعُتدِي فيها على أحكام الدين القطعية الواضحة، فليقف مع حزب تيار المحبة، وليدعمه، وليوصل صوته للناس، وليحث الشعب كله على الإلتفاف حوله، وإنجاح قائماته في الانتخابات التشريعية المقبلة بحول الله، لإفساح المجال أمام تشكيل حكومة تقيم العدل وتنصر الفقراء وتؤمم الثروات الوطنية وتغير الدستور لمنع سن أي قانون يعارض أحام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

(3)

اذا استمر الشعب التونسي في دعم تيار الباجي وبشرى ويوسف الشاهد وناجي جلول وحافظ قائد السبسي وعموم مؤيدي مشروع قانون الميراث الجديد، فليس مستبعدا أن يصبح حفظ القرآن يوما أو أداء الصلوات في المساجد محتاجا لرخصة حكومية.
وليس مستبعدا أن تصبح قناة الحوار التونسي وقناة التاسعة واذاعات شمس وموزاييك وراديو ماد مرجع الأخلاق والقيم الفاضلة في المجتمع التونسي. اللوم ليس عليهم بل على من فوضهم لحكم البلاد وهو عارف بتوجهاتهم.
الآن.. القرار بيد الشعب.

(4)

يؤلمني طبعا أن تهزأ بي القناة الوطنية التونسية وتسخر مني ومن أنصار تيار المحبة، لكن سأصبر لأن الهدف يستحق. هدفي ليس رئاسة الجمهورية أو أية مغانم مادية، ولكن أن أقنع الشعب التونسي العزيز باختيار ثلة من أبنائه وبناته في انتخابات هذا العام يُشكّلون فيما بينهم كتلة برلمانية قوية متّحدة، تدافع عن ثوابت الدين، وعن العدل والتأميم وحقوق الفقراء والفلاحين، وتخرج اقتصاد البلاد من وضعه البائس التعيس، وتقوده نحو تكرار تجربة كوريا الجنوبية في بلادنا الغالية. هذا هدفي. ومن أجله أتحمل سخرية القناة الوطنية، ولا أبالي في أن أدفع عمري كلّه من أجله. هدفي أن تعلو راية تونس بالدين والعدل والعلم والعمل.

……..

هذا المسكين، الشقي، التعيس، الصحفي محمد بوغلاب، يتساءل، لماذا  إقامتي في بريطانيا لم تجعل مني شخصا متفتحا يقبل مشروع الباجي وبشرى لتغيير أحكام الميراث. يا بوغلاب يا جاهل، يا مدلل الإعلام التافه في تونس، يا عدو نفسه، هل التفتح عندك يساوي معاندة أحكام قطعية ثابتة في القرآن الكريم؟ وهل الشعب التونسي الذي يعمل بأحكام الشرع في الميراث منذ أكثر من ألف عام جاهل ومتخلف بميزانك المعوج المتخلف؟

……….

مشكلتكما  يا حمزة بلومي ومحمد بوغلاب. ليست مع الهاشمي الحامدي وحزب تيار المحبة. مشكلتكما اولا مع أحكام الميراث الواردة في القرآن الكريم. أحكام قطعية ثابتة لا تحتمل التأويل ولا التبديل بإجماع المذاهب الإسلامية. ومشكلتكم ثانيا مع الشعب التونسي المتعلق بهويته الإسلامية.

(5)

قال لي شبعنا بالكلام وما نحبه الآن هو الفعل. أجبته: الفعل بيد الشعب. اذا اراد العدل يختار من يلتزم بالعدل. اذا اراد التأميم يختار من ينادي بالتاميم. اذا اراد احترام ثوابت الدين يختار من يدعو لاحترام ثوابت الدين. يعني يختار تيار المحبة لأنه الوحيد الذي يدعو لهذا بشكل واضح وقاطع وليس غيره في الساحة من يتبنى خيار التأميم أو تنقيح الدستور لمنع سن أي قانون يخالف شرع محمد صلى الله عليه وسلم. ومن يريد المزيد من الوضع الراهن يجدد الثقة في هؤلاء السياسيين بالصورة. مسألة واضحة كالشمس. مثل واحد زايد واحد يساوي اثنين.

(6)

إلى مناضلي تيار المحبة: أؤكد لكم أن 100 فقط منكم، متحابين، متضامنين، مؤمنين قناعة وتطوعا ببرنامج الحزب وأهدافه، مستعدين للتضحية من أجلها، ويثق بعضهم ببعض، أفضل وأقدر على خدمة الدين والبلاد والعباد من 100 ألف متشاكسين كل واحد منهم يفكر في مصلحته الشخصية فقط… لذلك لا تستعجلوا… أسّسوا بنيانكم على أساس راسخ متين لأن هدفكم سام ونبيل. هذا حق تونس عليكم.

 

 

*** هذه النصوص أصلها تدوينات فيسبوكية نشرتها في صفحتي الرسمية في الفترة من 15 جانفي إلى 03 فيفري 2019

*** لمن يريد منكم التواصل مع تيار المحبة والمساهمة في إنقاذ تونس بهذا البرنامج العملي الطموح، افتحوا هذا الرابط الالكتروني:
https://bit.ly/2T26Zbx

معلومات عنّا Dr. Hechmi Hamdi

Mohamed Elhachmi Hamdi (Ph.D), SOAS graduate (University of London), Leader of Tayyar Al Mahabba Party in Tunisia and fourth placed presidential candidate in the 2014 elections; author of “the Politicisation of Islam” (Colorado: Westview Press, 1988); “The Making of an Islamic Political Leader” (Colorado: Westview Press, 1988); “Muhammad for the Global Village” (Riyadh: Maktaba Dar-us-Salam, 2008). Email: info@alhachimi.org

0 comments on “تدوينات فيسبوكية مُجمَّعة للتوثيق: عن القول والعمل، والتلفزة الوطنية، والقرار الحاسم للشعب

أضف تعليق