قيس سعيد حنث باليمين وجمع لنفسه كل السلطات خلاف القانون ووصف الاستعمار بالحماية ونصح فرنسا ألا تعتذر لتونس لأن من يعتذر يدين نفسه حسب رأيه وسلّط القضاء العسكري على خصومه وقرّب إليه لينين وستالين ونشطاء حملته الإنتخابية وقال إن الدولة لا دين لها وأصبحت الأوضاع في عهده أسوأ، باعترافه شخصيا، والحياة أغلى وأصعب. وعبير موسي لعبت دورا حاسما في تهيئة الأجواء للانقلاب وتعارض أي عمل سياسي يهتدي بمرجعية دينية وتفتخر بالنظام القديم الذي اضطهد اليوسفيين والإسلاميين والقوميين واليساريين. وبالطبع، كل إنسان حر في قناعاته.
لكن.. أليس فيكم يا توانسة من يحلم بدولة تونسية عادلة، الإسلام مصدر التشريع في دستورها، والعربية لغة العلوم في مدارسها، والعاطلون عن العمل والمحرومون من التغطية الصحية وصغار الفلاحون وذوو الإحتياجات الخاصة والمتقاعدون أصحاب الأولوية في ميزانيتها السنوية؟
أليس فيكم من يحب أن يلقى الله مناضلا بالكلمة الطيبة فقط، سلميا وفي إطار القانون، من أجل الدولة المدنية العادلة في إطار المبادئ الإسلامية، مستلهما قول الخالق عز وجل: “ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون” وقوله تعالى: “ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنّني من المسلمين”؟
ألم يأمرنا الله تعالى بطاعته وبنصرة الدّين والفقير والمظلوم؟ ألم يقل لنا في كتابه الكريم: “أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنّكم إلينا لا تُرجعون” ويبيّن لنا حكمة وجودنا: “الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا”؟
وهل ينفع يوم القيامة أن يعتذر الإنسان لربّه بأنه ظنّ أحكام الدين نزلت لشعب أفغانستان لا لشعب تونس، وأن كرهه لحركة النهضة جعله يتصدّى ويسبّ ويشوّه سمعة كل من يدعو لتعزيز الهوية والقيم الإسلامية في البلاد؟
..
▪︎ آمل أن تشتركوا في هذه الصفحة، وأيضا في صفحتي في تويتر:
كتبي في التوحيد والسيرة النبوية والدولة العادلة متوفرة بنظام بي دي اف في موقعي الالكتروني:
برامجي التلفزيونية متوفرة في يوتيوب:
0 comments on “محمد الهاشمي الحامدي: ليس أمرا حتميا أن تسير تونس في طريق قيس سعيد أو عبير موسي”