الهاشمي الحامدي يرد ويوضح: أنا كاتب وسياسي يعمل لقيام الدولة العادلة في تونس.. ولست تاجرا

قالي لي منتقدا: بالله عليك، قبل أن تتحدث عن معاناة الفقراء والشباب العاطل عن العمل في تونس، ماذا فعلت في ولايتك سيدي بوزيد، هل فتحت فيها مشروعا؟
أجبته: أولا أنت لم تطلب هذا من الباجي قايد السبسي سابقا ولا حاضرا، ولم تطلبه من كبار رجال الأعمال المحيطين به، ولم تطلبه من رجال الأعمال الكبار أصدقاء النداء والنهضة والجبهة الشعبية ولكنك تطلبه مني قصدا.. ومكرا.. وعنادا. ثانيا: ليس بوسعي تشغيل الشباب التونسي العاطل عن العمل من مالي الخاص. معدل ما في حسابي الشخصي في البنك أقل من 500 ألف دينار. هل هذا مبلغ يكفي لفتح مشروع معتبر في تونس ؟ أكيد لا. قطعا لا.
وليس من مسؤوليتي أيضا كمواطن، أي كفرد عادي، حل مشكلة البطالة في سيدي بوزيد ولايتي ، أو في سليانة ولايتي ، أو في بنزرت ولايتي ، أو في أي ولاية تونسية أخرى وكل واحدة منها هي ولايتي أيضا. التنمية والتشغيل مسؤولية الدولة بالأساس، ثم القطاع الخاص إذا وفرت دولة بيئة عادلة صالحة للإستثمار.. ربما يكون بوسعي أن أساعد 10 أو عشرين شخصا على بعث مشاريع صغيرة خاصة بهم.. وإذا فعلت هذا فليس من الضروري أن أعلن عنه. ومع ذلك أقول لك أنا فعلت ذلك وصرفت قرابة 300 مليون في مساعدة أناس فقراء ومحتاجين في أماكن كثيرة في تونس ومساعدة بعضهم على فتح مشاريع خاصة بهم. وهو ما لم يفعله الباجي قائد السبسي مثلا الذي نافسته في الإنتخابات الرئاسية السابقة.
ولكن من فضلك يا أخي: أنا صحفي وسياسي ولست رجل أعمال. وإذا استثمرت في مشروع يشغل 20 شخصا مثلا سيكون علي أن أركز عليه وأعطيه أكثر وقتي لينجح. وأنا اخترت أن أخصص وقتي للشأن العام في تونس وللشأن الإعلامي في قناة المستقلة. ومن فضلك أيضا يا أخي الكريم: التونسيون مثلهم مثل أي شعب آخر يطالبون بحقوقهم وليس بصدقة مني أو من أي شخص آخر.
ثالثا وأخيرا: أنا يا أخي قدمت للشعب التونسي كله ما أرى أنه أفضل برنامج لإقامة الدولة العادلة التي تضمن كرامة كل مواطن وحقوقه، ووفرت قناة فضائية يوصل المواطن عبرها صوته ويعرف منها دينه، وسأناضل بحول الله ما حييت من أجل إقامة الدولة العادلة في تونس.